الاثنين، 20 مايو 2013

حامل لواء الذات القائم بحق حمد الله المهدي 14

- 14 -


فقلنا كانت بعثة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على رأس الألفية السادسة.

وتفهمُ أنّ عمر الدنيا سبعة أيّام ، سبعة آلاف سنة .. ولكنّ الله أمدّها إلى سبعة أيام ونصف. أي عمر الدّنيا سبعة آلاف وخمسمائة سنة. نريدُ بعمر الدّنيا عمر الخلافة الإنسانية منذ خلافة سيدنا آدم عليه السلام حتى بعثة الخاتم المهدي ونزول المسيح عليه السلام ثمّ انتهاء الأمّة المحمدية.

وهذا واردٌ في الآثار والأحاديث النبويّة الشريفة.

جاء في سنن أبي داوود أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال (( ‏ ‏إنّي ‏ ‏لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم ‏، ‏قيل ‏ ‏لسعد ‏ ‏وكم نصف ذلك اليوم قال خمس مائة سنة ‏ ))

فدلّ أنّ القائلين بعمر الدّنيا سبعة آلاف سنة مبنيّ على علم، ومدّد الله في اليوم الأخير للأمّة المحمديّة بنصف يوم. فعمر الأمّة المحمديّة ألف وخمسمائة سنة.

ويعضد حديث تأجيل الأمّة خمسمائة سنة قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم : "إذا صلحت أمّتي فلها يوم، وإذا فسدت فلها نصف يوم".

فهذا الحديث النبويّ وقد رواه بعض الأولياء في أثباتهم، فارقٌ بين الألف الأولى والخمسمائة الأخيرة، كعلامة أنّ نصف اليوم له غرضٌ وحقيقةٌ، فجاء التنبيه عليه بتلك اللّفتة النبويّة الشريفة.

وقد رصدَ بعض الأكابر من أهل العلم والولاية في القرن العاشر ظاهرة التحوّل في القيم، والانتكاس والانحراف الذي بدأ يتزايد مع رأس الألفية من عمر الأمّة المحمديّة مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم السابق.

نصف اليوم الأخير هو بداية استفحال الشرّ وتمكّن دولة الدجال المتحالفة مع إبليس وشياطينه. ليصل الدجال في القرون الأخيرة إلى السيطرة والهيمنة العالمية كما نرى اليوم ذلك من عالم العولمة والأمركة الظاهري وقيام دولة إسرائيل الصهيونية المتغطرسة، وتمكين ماديّ وتكنولوجي عجيب. وعلى العموم ظهور الحضارة المعاصرة العلمية التكنولوجية الباذخة، المتمكّنة من العلم الماديّ تمكيناً عظيماً باهراً، يصلُ فيه الإنسان إلى فتوحاتٍ في تطويع المادّة والطبيعة من حوله. شيءٌ باهرٌ خارقٌ ..


وإنّ ممّا يعضدُ هذا اليوم الذي طالَ، والنّصف يوم الذي أجّل الله به عمر الأمّة المحمديّة، أحاديث المهدي الكثيرة الصّحيحة التي جاء فيها سياق تطويل يوم من الدّنيا أخير حتى يبعث الله هذا الرجل المهدي.

عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا." رواه أبو داود والترمذي. وقال: حديث حسن صحيح.

لو لم يبق من الدّنيا إلاّ يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الخليفة المهدي.

لأنّ حضرة المهدي متعلّقة بالدجّال، أو العكس حضرة الدجّال لها علاقة بحضرة المهدي الجامعة للأضداد، والعين الأصلية من حيث حقيقة التجليّات الحقيّة والخلقية، وحقيقة الجمال والجلال، والخير والشرّ، والحقّ والباطل، والشيطنة والملائكية التي دارت الحقائق عليها في عالم الإنسان.

لذلك سيطولُ اليومُ الأخير، ليلتقي العلم الماديّ السّببيّ الكسبيّ من عالم الحكمة والإنشاء السبّبي الطبيعي الرهيب، بعلم الحقائق في برزخٍ فاصلٍ بينهما. ليُجسّداَ حضرة المهدي الوليّ بالأصالة الذي به صحَّ للعالم العلمين : الماديّ والرّوحي، الغيبي والشهادي.

فالشهاديّ صحّ للعالم العلمُ بواسطة حضرة المجذوب وهو في عالمه وتركيبه العنصريّ. والغيبي لأنّه إمام العلم بالله والكمالات الإلهية.

وسوف نعودُ لهذه النّقطة إن شاء الله، التي أوجبت زيادة نصف اليوم من أجل بعثة الخليفة، وأنّ الدجّال يظهرُ في أقوى تمكينه عند اقتراب زمن الخليفة فيخرجُ مقارعاً له ناسفاً لما بناهُ من تدجيلٍ وإفسادٍ في الأرض وتشويه للحقائق والشرائع.

يتبع ..