الأحد، 7 سبتمبر 2014

حامل لواء الذات القائم بحقّ حمد الله المهدي 66

                       

 - 66 -

لبسم الله الرحمن الرحيم

سألني بعضهم عن معنى تجلّي الله في النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بالصفات، وتجلّيه في المهدي بالذات.

أقولُ هي مراتب ومسمّيات فقط، إذ لا موجود سواهُ وحده لا شريك له لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم الذي قام به الوجود جميعاً. فتجلّى سبحانه في الوجود والموجودات والكائنات وتسمّى بها اعتباراً فظهرت أسماؤها ومراتبها، وقضى ظهوره وتجلّيه في خلقه، فالله سبحانه متعالٍ عن إدراكنا في أحديّته، فهو الواحدُ الأحدُ لا غير معه ولا شيء سواه موجوداً.

فلولا الحقّ ما كان خلق، ولولا الخلق ما ظهر الحقّ سبحانه، وما عرفه العارفون ولا تعرّف إليه خلقُه سبحانه. فهذا هو التوحيد والتفريد.

الله سبحانه تعرّف إلينا بمظاهر وقوالب تشبيهية ونورانية وتجلّى لنا فيها، فغطس الغاطسون أولو العلم وأربابُ التحقيق في بحر عرفانه وبحر وجوده وبحر توحيده سبحانه فلمّا بلغوا منتهيات العلم والتفريد والتقديس عادوا وليس معهم سوى ما كان معهم، عادوا بالجهل والعجز والحيرة، رغم منتهى العلم الذي توّجهم به الله سبحانه، فشهدوهُ في خلقه، وعرفوا آثار أسمائه وصفاته في خلقه.

فقولنا كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو مظهر الأسماء والصفات، هي رتبةٌ أظهرها اللهُ تدلُّ على تجلّيه من عمائه إلى خلقه وعالم حكمته، رتبةٌ أقامَ عليها أنموذج توحيده وحقيقة شهوده، ليتعرّفَ بها عليه الإنسان الذي جعله الله سرّ هذا الوجود، ووهبه الخلافة فيشهدَ بالله هذا الوجود وهذا الجمال وهذا الكمال وهذه العظمة الغير المتناهية له سبحانه.

نعم .. الله اصطفى الإنسان اصطفاءاً عظيماً، ووهبه الخلافة، والخلافة هي كون الإنسان مخلوق على الصورة، أي ليشهد بالله ويسمع بالله ويرى بالله ما صنع الله وما أبدعه الله وما خلق الله من عجائب وكائنات، ومخلوقات لا تتناهى تدلُّ على عظمته سبحانه.

فلمّا خلق اللهُ الإنسانَ لهذا السرّ العظيم المعظّم، قدّرَ له مراتبَ يترقّى بها الى تلك الرّتبة وتلك المعرفة وتلك الصورة. فجعل رتبة سيّد الوجود ومفتاح باب الشهود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم هي بابُ هذه الصورة الأوّلية "خلق الله آدم على صورته". كان اللهُ في غياهب غيبه، فخلق روح النبيّ صلّى الله عليه سلّم ونوره، من نور ذاته، وجعله الصورة الكمالية الصفاتية، التي رحم الله بها الوجود والكائنات، فإنّ رتبته صلّى الله عليه وسلّم هي أسعد السّعادات وأكبر البشارات وغاية الحفاوات، فعرّفتنا بالله تعالى أنّه سبحانه ما خلق الخلق إلاّ برحمته، فيالها من بشارة عظمى، فقرَنَ رتبة الصفات التي منها تجلّى الخلقُ، باسمه الرّحمن، وسمّى محلّ الولادة حيث يتخلَّقُ المولود والمخلوق رحِماً، فمن ذلك الرحِمِ يولد المولود للحياة ويرى نور الوجود، فجعله أشرفَ أسمائه بعد اسمه ذاته "الله"، اسمه الرّحمن وقد تشكّل من الرحم : ن. قال سبحانه على لسان ملائكته بل المقرّبين من ملائكته حملة العرش ومن حولهم :
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ.} غافر-7.
فقالوا ربنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلما. فقدّموا الرحمة على العلم، دلالةً على كونِ الخلق بدأ من الرحمة، وحيثُ الخلْقُ يقتضي معه مسير المخلوق ومصيره بالأقدار المقدّرة عليه في الآزال. فتفهمُ حينها أنّ العلمَ يتلو الرّحمة، فالعلمُ رافقَ الرّحمة في أقدار المخلوقات جميعاً، كما قال الشيخ الاكبر ابن عربي في الفتوحات ما ثمّة بابٌ يفتحُ إلاّ بالرّحمة. فجميعُ الأقضية والأقدار تجلّتْ على مسارِ الرّحمة. فالخلْقُ مبدؤهم الرّحمة ونهايتُهم الرّحمة في نهاية الآباد. فثمّة رحمة رحيمية ظهرتْ ظاهراً، وهناك رحمة تأديبية بطنتْ. ومن هنا تفهم الفرق بين اسم الرّحمن الذي وسع الخلق جميعاً رحمةً ظاهرةً وباطنةً، فتقدّرتْ به الأقدارُ ورافقها العلمُ، حيثُ العلمُ يصحبُ الأقدار والتجليّات مهما تنوّعت. وبين اسم الرّحيم الذي كان رحمةً خالصة. وتفهَمُ معنى قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم. فباسم الله تجلّت البداية بشهودِ الأحدية والواحدية، ثمّ باسم الرحمن تفرّعت الموجودات وظهرت الدائرة الوجودية المفصولة بوترها الوهميّ بين الشقّ الحقّي والشقّ الخلقيّ، ثمّ باسمه الرّحيم عادتْ الموجودات من دائرة الخلق وشهود الشّقاء الوهميّ إلى دائرة المُنعم الموجد سبحانه. وعادت الى شهود صورتها التي خلقت عليها. وهي صورة الخالق سبحانه الواحد الأحد.

إنّ الله سبحانه خلق الخلق فأبدعهم وخلَق العالم وصوَّرهُ ونسجه، ونسج أقدارهُ وتطوّرَهُ، ثمّ جعل على هذا العالم سيّداً، يعودُ العالمُ إليهِ، وجعل هذا السيّد والمخلوق اختصاراً يعودُ إليه جميعُ ما في العالمَ، روحاً ومادةً، فكان هذا المخلوق هو الإنسان، فأنشأهُ الله سبحانه مخلوقاً يختصِرُ العالم فيه جميعه بجميع عوالمه، وتلك هي حقيقة الصورة المعنية في قوله صلّى الله عليه وسلّم "خلق الله آدم على صورته". وهي الصورة الروحية الشهودية التي بها يشهدُ الإنسانُ جميع ما في العالم، ويتصرَّفُ فيه بإذن الله تعالى. بل يتصرّف في العالم بالله تعالى حين عودته الى شهود صورته التي يرجعُ إليها، فتنمحق الهوية المقيّدة للإنسان، وتتجلّى الهوية المطلقة، التي هي هوية الله تعالى. فلا يُصبِحُ العبدُ إلاّ عبد الله الباقي بالله، المقدّسة ذاته وسرّه. وهذه هي حقيقة الخلافة والصورة.

وجعل الله العوالم برازخ ومسمّيات ومراتب. فكانت رتبة الهوّ حيث التعالي عن التجليّات والتشبيه وهو الذات الساذج، ثمّ رتبة الرّوح الذي تجلّى الله فيه بذاته وهو الكتاب الذي أحصى الله فيه كلّ شيء، وهي مرتبة الألوهية. فكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو رتبة الإنسان الكامل الذي تحقّق بالرّوح  وعبّر عن صفات الله الكمالية وأسمائه المقدّسة، بصفته المخلوق الأوّل، وبصفته محلّ التجلّي الأقدَس، وبصفته الرّوح والنور الأوّل الذي خلق الله منه كلّ شيءٍ. وهو المسمّى الحقيقة المحمديّة، لأنّها حقيقتُه صلّى الله عليه وسلّم. فكان العبد الأكمل الكامل المثاليّ، جمّله الله سبحانه بالكمال الخلُقيّ الصفاتيّ والكمال الخلْقيّ الشمائليّ، فهو أجمل مخلوقٍ، أجملُ إنسانٍ في شمائله وخلقته صلّى الله عليه وسلّم. وكلّ خلّة وخلقة لها تناسبٌ وارتباطٌ بالخلُق المقابل لها. فكانت شمائله معتدلة غاية الاعتدال، متناسقة غاية التناسق صلوات الله وسلامه عليه. فرتبته الوجودية هي سيّد الوجود، والإنسان الكامل، والعبد الكامل المُسّمى عبد الله وأحمد. محمّد في توجّهه الخلْقي وأحمد في تحقّقه الحقّي. وخصّه الله سبحانه بالصلاة عليه، فهو العبدُ الذي يتلقّى تجليّات الله سبحانه، ومنه تًُقسَمُ تلك التجلّيات والعطايا الإلهية على الخلق والعباد جميعاً، فهو كما قال "
وَاللَّهُ الْمُعْطِي، وَأَنَا الْقَاسِمُ" متفق عليه. فهو القاسم لما أعطى الله، وهو المفيض لما فاض به عليه الله سبحانه، فهو العبد الأوّل. في مقامِ العبودية والكمال الإنسانيّ. فمن مشكاته صلّى الله عليه وسلّم يقعُ مقامُ الإنباء، فالأنبياء والرسل جميعا عليه وعليهم الصلاة والسلام منه يقتبسون، وبه يشهدون. ومن دونهم من الأولياء كذلك.
ولكن من مشكاة النبوّة والرّحمانية حيث الرّوح والتوجّه الخلقيّ، أمّا مشكاة الولاية والتصرّف والتنزّه عن التجلّي، فيقعُ الشهودُ من مشكاة خاتم الولاية، الذي إليه يرجعُ كلّ شيءٍ. فقوله صلّى الله عليه وسلّم " خلق الله آدم على صورته". فهنا الصورة والمشكاة هي الإسم الله سبحانه، ولا يقعُ التحقّق بهذه الصّورة والمشكاة إلاّ بختمها ختم الولاية، فبه يشهدون ما يشهدون بالصورة. أمّا المشكاة الأولى التي تكونُ من ختم النبوّة فهي مشكاة النبوّة والرّحمانية حيث قال صلّى الله عليه وسلّم "خلق الله آدم على صورة الرحمن". فتلك هي مشكاة النبيّ الخاتم، وهي مشكاة النبوّة والتوجّه الخلقيّ، أمّا مشكاة الإسم الأعظم والولاية الكبرى فهي مشكاة الخاتم الوليّ.
وعليه فجميع الأولياء، وأخصّ هنا الأفراد منهم ومن خرج  عن دائرة الأكوان، وتحقّق برتبة الختمية فيشهدُ ما يشهدُه على صورة الله سبحانه بمشكاة الختمية، ختمية الخاتم.
إذ لا موجود على التحقيق سواه، فكانت تلك مراتبٌ شهودية تحقّقية، ونماذج، فكانت المشكاة الأولى التي يكونُ بها العبدُ متحقّقا بالإسم الأعظم هي صورة الختم، خلق الله آدم على صورته. وهي صورة الخليفة. وقد قال سبحانه وتعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير". فنزّه المثل، وهو الإنسان المخلوق على الصورة حين يعودُ إلى حقيقته وصورته الأولى، يُصبحُ منزّهاً عن التجلّي، أمّياً فوق القوالب التشبيهية والتمثيلية، قابلاً لجميع التجليّات الإلهية الغير المتناهية. فقال ليس كمثله شيء. وذلك يوافق الحديث القدسيّ القائل
(( عبدي أطعني تكن مثلي ، تقل للشيء كن فيكون ))

فتفهمُ أنّه لا موجود سواه، والعبدُ حين يرجِعُ إلى مولاه وحقيقته الأولى، وهي العدمُ، فلا يبقى إلاّ الموجود الواحد المعبود. قال الله سبحانه وتعالى "إنّا لله وإنّا إليه راجعون". وأنّ إلى ربّك المنتهى". فرجوعنا إلى الله سبحانه، وهذا الرّجوع هو في الحقيقة تحقّق بمشكاة خاتم الولاية. فكما كانت رتبة الرحمانية ورسالة الرحمة الى الوجود ورتبة الكمال الصفاتي والأسمائي متمثّلةً في سيّد الوجود صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، فكذلك رتبة الإسم الأعظم الله ترجع إلى العبد المحض والوليّ المحض المهدي عليه السلام خاتم الولاية. هو المسمّى الحقّ سبحانه، هو المظهر الإنسانيّ الذاتيّ الأصاليّ لله سبحانه. وسائرُ الخلفاء والأولياء الأفراد الأختام هم ليسو سوى هذا الخاتم في مظاهرهم الإنسانية وصورهم وأشكالهم. بما فيهم النبيّ الخاتم صلّى الله عليه وسلّم.ولكنّهم أختام، إذ لا موجود إلاّ هو .. فقد صاروا الى رتبة الهوية حيث التنزيه عن كلّ شيء. فافهم.
فكما كان لرتبة البقاء الذاتي والإنباء مظهر هو خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام. فكذلك رتبة الهو والذات، حيث الرّوح الذي يظهرُ فيه الله بذاته، هو هذا الرّوح وهذا الخليفة المهدي إليه يرجعُ كلّ شيءٍ. وهو المظهر الأصاليّ والذاتي وصورته هي الصورة الختمية لخاتم الولاية. فكانت شمائله الخلْقية التي وصفته بها النبوّة دقيقةً في تحديد أوصافه وما يعكسِه هذا الختم الوليّ، وقد شرحناها في مقال سابق، من كونه أعلى الجبهة وأقنى الأنف وعلى خدّه الأيمن شامة، فكلّها دالَّةٌ على كبرياء هذا الخاتم وعزّته وعلوّه علوّ الجبهة وقنى الأنف، وأمّا الشامة في خدّه الأيمن فهي محلّ الهوية المطلقة، كما كانت النّقطة معبِّرةً عن الإطلاق وعن الحقيقة وعن العلم كلّه المفاض من غياهبها. وكذا هي رمز الحجر الأسود الذي يبايع كدلالة على بيعة الميثاق الأوّل والعهد الذي أخذه الله من بني آدم. فالمهدي هو الختم المطلق والمظهر الذاتيّ. وذلك لا يعني وجود الغيرية كما أشرنا. فهي رتبٌ، ولذلك جاز للأولياء والخلفاء التحقّق بها، ويشهدون ما يشهدونه على الصورة من مشكاته. فافهم.

وهنا أمورٌ كبرى وبشارات عظمى، في الاصطفاء الإنسانيّ الأكبر، أنّ العبد له التحقّق بمشكاة النبيّ الخاتم وله التحقّق بمشكاة  الوليّ الخاتم. وهما الصورتين اللتين أشرنا إليهما.
وأنّ المقام المحمود الذي خصّ به صلّى الله عليه وسلّم، هو مقام ختم الولاية حيث الحمدُ يصحُّ للعبد بالتحقّق بجميع التحقّقات والتجليّات ورجوعها إليه من كونه على الصورة. ولمّا كان سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم هو الرّسول الخاتم والكامل والأوّل والقاسم والفاتح للوجود فقد كان التحقّق على قدمه لا محالة يُعطي الإنسان المخلوق لواء الختمية والتحقّق بالإسم الأعظم والعروج الى سدرة المنتهى. فكانت البشارة هنا أنّ جميع المتحقّقين بهذه الختمية لهم المقام المحمود. ويجدون ذلك ذوقاً وشهوداً.

ولو شئتَ لرجعتَ إلى بعض تصريحات المشايخ أنّ مقام الوسيلة الذي خصّ به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والذي لا ينبغي إلاّ لرجل واحد، يجدونه، ويجدُ كلّ واحدٍ منهم أنّه الرجل الواحد. لأنّهم حينها يكونون على قلب ذلك الرجل الواحد وهو النبيّ الخاتم صلى الله عليه وسلم الذي تأهّلَ للواء المقام المحمود. إذ لا موجود إلاّ الله سبحانه وتعالى، فهم يرجعون إليه بشهود الأحدية والواحدية، ويجدون ذوق اللواء المحمود  والتحقّق بجميع ما تجلّى عليهم، وكيف وهُم على مقام "عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون". ولا تعدّد هناك إذ لا موجود إلاَّهُ سبحانه. وهو المحمود وحده لا شريك له. فيجدون ذوق المقام المحمود.

لا تستغرب كلامنا هذا، لأنّ الله ما خلق الأنموذج الكامل سيّد الوجود صلى الله عليه وسلم إلاّ ليعودَ إليه العائدون في مقام شهوده، فكان على ربّك حتماَ مقضياً، قضاهُ على نفسه فضلاً وتفضّلاً على خلقه وعلى عبده الإنسان، أن يهبَ المقام المحمود لسيّد الوجود، لأنّه المخلوق الأوّل والعبد الأوّل، وإذا صحّ له ذلك، فتلك هي البشارة الكبرى أنّ جميع السّائرين على قدمه المتحقّقين بحقائقه سيشهدون ما يشهد ويعودون للواحد الأحد، حيث هو وحده الموجود . فافهم.

ولهذا قال الله في الحديث القدسيّ "لولاك ما خلقتُ الأفلاك". فهو الأنموذج الذي تظهرُ به كمالات الله وتجليّاته من غيبها ونقطة هويّتها الى وجودها وتجليّها فخلق الوجود من أجله، ليرجع كلّ شيءٍ إليه. فما ثمّ سواه وحده سبحانه موجوداً، وكلّ شيءٍ مراتب وهمية ومسمّيات، فهو الوليّ وهو النبيّ وهو الصديق وهو الشهيد وهو الصالح وهو المؤمن وهو العبد وهو الخلق في جميع المظاهر، فما ثمّة إلاّ هو، هُوّ مطلق وهُوّ مقيّد. هُوٌّ مطلق هو الله سبحانه وخليفة هذا الهو وحامل سرّه بمظهره الذاتيّ هو الخليفة الختم المهدي عليه السلام. وهناك الهوّ المقيّد الذي هم جميع المخلوقات باختلاف مراتبها ومسمياتها.

يتبع ..