الاثنين، 20 مايو 2013

حامل لواء الذات القائم بحق حمد الله المهدي 2


- 2 -

ههنا خواطر ونقاط تتهافت، تارةً لردِّ مغالطات من يظنّ كلامنا من صنف التجسيم والتشبيه، وتارةً لإبراز عالم الحقائق المستور المكتوم.

حينما نتحدّثُ عن الخليفة ونقولُ هو خليفة اسم الله، وهو حامل لواء الذات، فنحن نتكلّمُ عن الأسرار. فالإنسان بسرّه.

وإلاّ فلا معنى عن الحديث عن الإنسان الكامل واصطلاح الخليفة، ولا حتى عن أحاديث خلق الله الخلق من أجله صلّى الله عليه وسلّم.

نحنُ هنا نُخاطبُ من له قاعدة من اعتقاد أهل السنّة والجماعة في التنزيه عن التجسيم والتشبيه والحوادث.

بل نحنُ هنا نُخاطبُ فئة أهل الحقائق من يدورون في هذا المجال اصطلاحات وتواجد وتسليم وإيمانٍ.

ونحنُ نُخاطبُ الجميع، تعريفاً بمقام الخليفة.

فلا تبتعد، فأسهلُ ما يجعلك تؤمن وتعتقد وتقبل هو مقام النبيّ صلى الله عليه وسلّم الذي نسمّيه السرّ الساري في الأكوان، ونسمّيه مظهر الكمالات والأخلاق الإلهية.

فحينما نتكلّمُ عن الخليفة فنحن نتكلّمُ عن سرّه المطمطم، فسرّ الخليفة هو الذات.

هو خليفة إسم الله تعالى.

فالله سبحانه منزّه عن كلّ شيءٍ "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".

والإنسان الكامل هو خليفة لله في أرضه.

فالله هو الأحد المطلق الغيب الذي فاضَ الوجود منه، لا موجود سواه هو فوق الزمان والمكان. وفوق الأين والكيف.

الزّمان والمكان خلق الله تعالى، والأحدية ... هل تفهمُ مصطلح الأحدية، "قل هو الله أحد"

أحد يعني لا غير هناك ولا سوى، قال صلّى الله عليه وسلّم "كان الله ولا شيء معه" رواه البخاري وفي رواية "ولا شيء غيره".

الله أحد ولا موجود سواه سبحانه، والوجود قائمٌ به يستمدّ وجوده وقيامه من الله تعالى.

"الله لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم" هنا معنى الإسم الأعظم ، هو حيث وليّت وجهك ما ثمّ إلاّ وجه الله سبحانه، وأيّ شيءٍ يعودُ إلى قيوميّة الذات وقيّومية الواحد الأحد الحيّ.

هو الله الحيّ لا حيّ سواه ولا موجود سواه ، قيّومٌ قيّوميته وحياته قام بهما الوجود والأشياء والمخلوقات.

فأين عالم الحوادث والخلق والمتغيّرات والأبعاض ؟

فافهم يرحمك الله تعالى، نحنُ نتكلّمُ عن سرّ الإنسان الأعظم.

الإنسان جعله الله قطب الوجود بسرّه. قال صلّى الله عليه وسلّم "خلق الله آدم على صورته".

فآدم أودع الله فيه سرّ الخلافة، فهو خليفة عن الخليفة الأوّل. خلق الله آدم على صورته. هنا صورة، فنحن نتحدّثُ عن عالم الصور والتعيّن والحوادث. وحامل السرّ والخليفة هو الإنسان.

حامل لواء اسم الذات "الله" خليفة الله هو المهدي. هو الخليفة الأوّل. فافهم.

هو حقيقة الإنسان الكامل، جميع الخلفاء من بني آدم هم خلفاء عن الخليفة الأوّل. هو صاحب الصورة وهو الذي لسرّه سجدت الملائكة العنصرية. ملائكة الأرض. بالصورة صحّت له العلامة ، وبالسجود صحّت له الإمامة.

فنحن نتحدّثُ هنا عن الصورة المذكورة في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : "خلق الله آدم على صورته".

فمن هو صاحب الصورة ؟ إنّه المهدي هو خليفة إسم الله بالأصالة، هو حامل سرّ الذات وحامل كنه الذات كما كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الرحمة المهداة والسرّ الساري في الأكوان وسيّد الأوّلين والآخرين.

هذه حقائق ... الله الأحد في عالم الأحدية لا صورة ولا إسم ولا نعت ولا تعيّن ما ثمّ إلاّ الأحدية.

الخليفة هو حامل لواء الأحدية وسرّها، هو عينُ إسم الله في الأرض. فافهم.

كما كان الرّحمن هو إسم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أي سرّه الذي اختصّ به وعرفناه به، وبه كان واسطة إلى الله تعالى. "وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين".

فلا تكن من الجاهلين ولا تستخفّ بعلم التحقيق.

______________

قل هو الله أحد ، أي قل الإنسان الكامل هو الله الأحد.

فالله سبحانه اصطفى في الأزل البعيد، اصطفى الإنسان حاملاً لسرّ الذات. فما ثمّ إلاّ حضرة الأسماء التي تخاطبت فيما بينها.

فتعيّنت وتعاضدت (وهذا كلام تمثيلي تقريبي) فليس الأسماء سوى الذات، وليست الذات سوى الإسم الدّال على الذات وهو إسمُ الله.

الله تعالى اصطفى الإنسان حاملاً لخلافة الأسماء، فكان سرّ الإسم الأعظم وسرّ الذات وكنه الذات هو إسمُ الله وحامله هو الخليفة خليفة الله فافهم.

هو إمام الأئمة وهو عينُ الرّوح الأعظم المتجلّي المسمّى الحقّ المخلوق به.

الله لمّا أراد أن يتجلّى، تجلّى بذاته في ذاته لذاته، فكان الرّوح هو مظهر الله تعالى بذاته. وكان هذا الرّوح هو روح أهل الكمال من بني آدم.

وهذا الرّوح بذاته هو الخليفة، فكما كان الرّوح تعيّن وهو أوّل التعيّنات وهو حقيقة جميع التعيّنات، فالخليفة بكون الإنسان الكامل هو تعيّن في عالم الشهادة وهو حامل سرّ ذات هذا الرّوح. وهنا يطولُ الشرحُ لشرح حقيقة سرّ الذات.

فالرّوح هو الإمام المبين الذي أحصى الله فيه كلّ شيء، والإنسان سرّه أعلى من الرّوح. سرّه فوق التعيّن. فافهم.

ألا ترى أنّ الرّوح الأمين وقف عند سدرة المنتهى حيث اخترق الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم والرّوح الأمين لو دنى لاحترق.

ههنا مراتب وحقائق وعلوم وأسرار، فسرّ الإنسان هو الآخرية والأوّلية. والرّوح هو المتوسّط لهذه الأوّلية والآخرية فافهم.

ما الرّوح الأ‘ظم سوى تجليّات الله تعالى، هو روح الله تعالى فافهم ، روح القدس.

سرّ القدس وكنهه الذي تجلّى منه هذا الرّوح يعودُ للخليفة في عالم الشهادة والأرض، فهو الآخر وهو عينُه الأوّل.

حامل سرّ الله تعالى وكنهه هو الخليفة خليفة الله تعالى.

لذلك كان الخليفة خارج الخلق، واسمُه القائم وهو إمام الأئمّة، وهو المطهّر عن الأكوان والصّفات.

نحنُ نقرّبُ لك هذا العلم ونوضّحُ لك هذا السرّ بما لا يبقى عندك ريبٌ ولا شبهةٌ.

وهذا الذي نضعُه هنا هو علم المحقّقين.


يتبع ...