الاثنين، 20 مايو 2013

حامل لواء الذات القائم بحق حمد الله المهدي





بسم الله الرحمن الرحيم

توطئة :

هذه المقالات تتكلّم عن عالم الحقائق والأسرار الإلهية، مخصوصة بكشف النّقاب عن خصوصيات المهدي خليفة الله كما نعتته النبوّة في حديث شريف صحيح صحّحه جمهرة من جهابذة الحفاظ.
وعليه فكانت مكتوبةً في بعض الأحيان بلهجة شديدة، وشدّتها كانت موجّهةً بصفة خاصّة لفئة مخصوصة من المنكرين الذين ينتمون لهذا السّلك الصّوفي ويدّعون معرفة الحقائق على وجهها الصحيح، إليهم وجّهتُ شدّة خطابي، غيرُ ذلك ففي المقالات حقائق عاليات جدّاً قلّما تجدها في كتاب أو خطاب. وهي تحتاجُ إلى خلفيات كثيرة لفهمها على وجهها الصّحيح، ولا بدّ أن تظهر لغير صاحب هذه الخلفيات العلمية والذوقية غريبة. ومهما بانَ مخالفتها لظاهر الشريعة فارمي بما فهمته منها، واعتصم بما فيه العصمة من حديث جامع الكلم صلّى الله عليه وسلّم، وكتاب الله تعالى المبين.

________________
________________
 
لبسم الله ..

إسمُ الله لو وقفنا عليه لفهمنا الحقائق.

هناك من أهل الهوى والرّعونات يزعُمُ طلب الحقّ والانتساب للطائفة العليّة العارفة بالله ولكنّ حقيقته تحجبُه نفسُه ورعوناته عن هذا الزمان العظيم.

شيمتُه الحسد والإعراض والبقاء في دائرة هواه وحجابه النّفسيّ. وكذلك سيبقى العابد لهواه، المحروم من زمن الفتوحات الأكبر والنّفحات الأبهر.

هذا زمانٌ رهيبٌ ، آخر الزّمان ، زمان الخليفة .. لقد اكتملتْ فيه الحقائق وتجلّت الأسرار ولاحت الكمالات.

محظوظ من وُجِدَ فيه إذا صحّ له شيءٌ من الإيمان والتسليم والانتماء لرهط الصالحين.

محظوظ فيه من لم يُحرم تجليّاته ونسماته وفتوحاته الكبرى.

إنّه زمنُ الوحدة الذاتية وتجلّي الإسم الأعظم الذي ظلّ محجوباً عند أهله الأمناء المقرّبين وحواشيهم وخواصهم الذائقين الأقدسيين فقط قبله.

نحنُ اليوم نقتربُ من القيامة الكبرى والساعة بظهور صاحبها المهدي، الختم المعظّم أمير الجماعة وحاكمها والعلمُ على السّاعة والسيّد الصّمد صاحب اسم الذات.

إنّ بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم خاتم الرّسل هو أوانُ اكتمال الدّين وانفتاح باب الولاية العظمى.

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ" رواه البخاري.

هنا حقائق وعرفان، فاستواء اسم الرّحمن أي باب الخلقية قد اكتمل ببعثته صلى الله عليه وسلم وبمنصّة الرّحمانية قد تهيّأت لمعرفة الله ، لمعرفة الحقّ تعالى. لظهور الولاية.

النبوّة بابُ الولاية : هذا ما لا يُدركُه أهلُ الظاهر والمحجوبون. لا أنّ الولاية فوق النبوّة وتلك الحجب الفكرية والعقلية والاعتراضات الزائفة السطحية التي تغزو أهل الهوى والرعونات تحجبهم عن النفوذ إلى الإطلاق والمعرفة والعلم.

بل لأنّ الولاية هي باب المعرفة التي خلقنا الله من أجلها، والولاية هي الوجهة الإلهية للنبوّة. والولاية عليها يقعُ مدارُ العبودية.

والولاية واسعة فضفاضة، منازل ومراتب وطبقات ، وحينما كانت بعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلّم باب الولاية فنحن نتكلّمُ عن الولاية العظمى، عن الأحمدية باطن النبوّة.

فاسم محمّد باطنه أحمد، فأحمد للحمد الأعظم والولاية العظمى ويقابله اسمُ الله، ومحمّد للتشرّع والتخلّق بالأخلاق والكمالات العليا الربّانية ويُقابله اسم الرحمن.

فأحمد للحقيقة، ومحمّد للشريعة.

اسمُ محمّد رسول إسم أحمد ، لأنّ أحمد يقابلُ اسم الله وهو متعلّق بالذات، والذات مقام الحيرة والعجز ولانهاية الكمالات، أمّا محمّد يقابله اسمُ الرّحمن وهو الإسم الذي به انشقّت الأسرار الجبروتية وتدفّقت الأنوار الملكوتية ، الإسم الذي ظهرت به الأكوان وتجلّى به الخلق. بواسطته فهو الحجاب دون اسم الله ودون الذات.

لولا محمّد ما عرف الأولياء أحمد، لولا محمديّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما عرف الأولياء أحمديته.

ولولا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما عرف أحدٌ الله تعالى. هيهات. فهو الحجاب دون الذات وهو معراج القرب والعرفان والواسطة العظمى والوحيدة.

يُعرفُ الله بأسمائه وصفاته يُعرفُ بعبده ورسوله وحجابه سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم.

وما قام بحقّ حمدِ الله تعالى حقّ الحمد سوى اسمّ الذات : الله.
وما دونه من الأسماء مقامُه العجز والحيرة في مقام لانهايات الكمالات، وغاية الخلق وعلى رأسهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي حاز الكمال ومنتهى الكمالات الإلهية مقامُه هذا العجز والحيرة، لأنّ الكمال مقامُه العجز والحيرة في مقام لانتهاء الكمال، فالكمالُ بإطلاقه المتجلّي المفاض عاجزٌ عن إدراك نهايات كماله الذاتيّ المتجلّي عن الذات. فافهم.

فما قامَ بحقّ بحمد الله تعالى على الوجه اللائق سواه وحده لا شريك له، أمّا غيره وإن كان سيّد الكمال وسيّد الخلق فهو عاجز في مقام الذات عن القيام بحقّ حمد الله تعالى، فهناك الإطلاق واللاّنهايات لهذا الكمال المتجلّي. فأين الكمال من الذات، فالكمالات مشتقّة من الذات، فافهم هذه الحقائق العاليات والأذواق المحقّقة وهي آخر مدارات التحقيق في علوم القوم. لذلك قال صلوات الله وسلامه عليه : "سبحانك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك".

فما حمد الله حقّ حمده سواه وحده لا شريك له، سوى اسمُ الله ، والظاهر على صورة آدم خليفة اسم الله وحامل لواء الذات وسرّها المطمطم المسمّى بالحقّ تعالى هو : المهدي عليه السلام. فهو خليفة الله أحمد.

أحمد خالص هو بطون اسم محمّد، هو ذات محمّد. هو عبد الله، أي العبد المحض والخليفة الذي قام بحقّ حمد الله تعالى، فهو عبد الله لهُ هذا الإسم أصالةُ ، وما عداهُ وارث ونائبٌ ولابس ثوبي زور.

فهو اللابسُ الوحيد والحقيقيّ لثوب : عبد الله، فهو العبد المحض الذي قامَ بحقّ حمد الله تعالى، فهو سرّ الذات، فوق الكمال، هو الإطلاق اللامتناهي، هو النّقطة ، هو الأحمدية التي تشرّف بها خاتم الرّسل سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، فجميع الخلفاء والأنبياء والأولياء ورثة لخاتم الرّسل صاحب الكمالات العظمى والتجليّات المفاضة على الخلق في هذا المقام ولكنّ المفيض على أحمدية ومحمديّة محمّد هو الله تعالى. فاسم أحمد هو ساقي اسم محمد.

وأحمد هو مقام ختم الولاية، ومحمّد هو مقام ختم النبوّة.

أحمد هو الوجه الإلهي لإسم محمّد. ومحمّد هو الوجه الأخلاقي والخلقي لأحمد.

أحمد هو الإسم الذي يمثّلُ الحضرة القدسية، ومحمّد هو الإسم الذي يمثّل الحضرة المحمدية.

أحمد هو الإسم الذي يمثّل الحقيقة، ومحمّد هو الإسم الذي يمثّل الشريعة.

أحمد خليفة اسم الله ، محمد خليفة اسم الرحمن.

أحمد هو اسمُ المهدي أصالةً. وهو اسم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من حيث البطون والتحقّق بالنيابة والخلافة.

قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}

فهم بايعوا أحمد في مظهر محمّد، وأحمد سيظهرُ أصالةً في آخر الزمان عند الساعة والقيامة الكبرى.

وتجلّي الوحدة الذاتية حيث البطون يصبحُ الظهور، ويظهرُ العلم.

فكلّ الرّسل وخصوصا أولي العزم بشّروا بقدوم المهدي عليه السلام، لأنّه حامل لواء العلم والتأويل.

كما قال المسيح عليه السلام : " نحن علينا التنزيل والمهدي عليه التأويل".

فافهم فالعلم والتأويل والحجّة للمهدي الإمام الأعظم والخليفة.

يتبع ...