الأحد، 22 سبتمبر 2013

حامل لواء الذات القائم بحق حمد الله المهدي 51


- 51 -
قال الشيخ الأكبر قدس الله سره في (فصل نكتة الشرف في غرف من فوقها غرف)
في كتاب : ( عنقاء مغرب في معرفة ختم الاولياء و شمس المغرب

فمن شرَفِ النبيِّ على الوجودِ ... ختامُ الأولياءِ من العقود
من البيت الرَّفيع وساكنيه ... من الجنس المعظَّم في الوجودِ
وتبيينُ الحقائقِ في ذراها ... وفضلُ الله فيه من الشهودِ
لو أنّ البيت يبقى دون ختم ...ٍ لجاءَ اللصُّ يفتكُ بالوليدِ
فحقِّق يا أخي نظراً إلى من ... حمى بيتَ الولاية ِ من بعيدِ
فلولا ما تكوَّنَ من أبينا ... لما أمِرَتْ ملائكة ُ السجودِ
فذاك الأقدسيُّ إمام نفسي ... يُسمّى وهو حيٌّ بالشهيد
وحيدُ الوقتِ ليس له نظيرٌ ... فريدُ الذاتِ من بيتِ فريدِ
لقدْ أبصرتهُ ختماً كريماً ... بمشهدِه على رغمِ الحَسُودِ
كما أبصرت شمسَ البيتِ منه ... مكانَ الخلقِ من حبلِ الوريد
لو أنّ النورَ يشرقُ من سناهُ ... على الجسمِ المُغيّبِ في اللُّحُودِ
لأصبح عالماً حيّاً كليماً ... طليقَ الوجهِ يَرْفُلُ في البُرودِ
فمن فهم الإشارة فليَصُنْها ... وإلا سوفَ يلحقُ بالصَّعِيدِ
فنورُ الحقِّ ليس به خفاءٌ ... على الأفلاكِ من سَعْد السُّعودِ
رأيتُ الأمرَ ليسَ بهِ توانٍ ... سواءٌ في هبوطٍ أو صعودِ
نطقتُ به وعنه وليس إلاّ ... وإنّ الأمر فيه على المزيدِ
وكوني في الوجودِ بلا مكانٍ ... دليلٌ أنّني ثوبُ الشهيدِ
فما وسعَ الوجودُ جَلال ربِّي ... ولكنْ كانَ في قلبِ العبيدِ
أردتُ تكتُّماً لما تجارى ... إليه النُّكْرُ من بيضٍ وَسُودِ
وهلْ يُخشى الذئابَ عليهِ من قدْ ... مشى في القفرِ في خَفْرِ الأُسُودِ
وخاطبتُ النّفيسة َ من وجودي ... على الكشفِ المُحقَّقِ والوجودِ
أبَعْدَ الكشفِ عنهُ لكلِّ عينٍ ... جحدتُ وكيفَ ينفعني جحودي
فردّتْ في الجواب عليَّ صدقاً ... تضرّعَْ للمهيمنِ والشهيدِ
وسَلْه الحفظَ ما دامَ التلقِّي ... وسَلْه العيشَ للزَّمنِ السَّعيد
سألتكَ يا عليمَ السرِّ منِّي ... عصاما في المودَّة ِ بالودودِ
وأنْ تُبقي عليَّ رداءَ جسمي ... بكعبتِكم إلى يومِ الصُّعودِ
وأن تخفي مكاني في مكاني ... كما أخفيت بأسَكَ في الحديدِ
وتستر ما بدا مني اضطراراً ... كستركَ نورَ ذاتكَ في العبيدِ
وأنْ تبدي عليَّ شهودَ عجزي ... بتوفيتي مواثيقَ العهودِ

فهذه قصيدةٌ عصماءٌ في الختم المعظّم ، كما هي قصائدُ الشيخ الأكبر في هذا الختمِ عصماءٌ خرائدٌ.

فافتتحَها بذكر شرفِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الذي فاق شرَفِ الخلق أجمعين بنسبةِ الختمِ الذي كان من ذريّته وأمّته.

فمن شرَفِ النبيِّ على الوجودِ ... ختامُ الأولياءِ من العقود

وذلك دليلٌ أنّ هذا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد حَبَاهُ الله بأعظمِ الفضل وأكمله وجاد عليه بآخر الجود وأكبره، فلمّا كان الرّسول باب الوصول إلى الله تعالى {قل إن كنتم تحبُّون الله فاتَّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} [آل عمران:31]. وحجابه الأوحد {الرّحمن علّم القرآن} الرحمن. إذ لا يُعرَفُ الله إلاّ بأسمائه وصفاته ومظهرُ أسمائه وصفاته وخاتمها هو خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه، فكذلك جعلَ الله هذا الختم : ختم الولاية والأحمدية يخرجُ من ذريّة هذا النبيّ صلى الله عليه وسلّم ومن أمّته كما كان هذا النبيّ طريقاً في الشريعة والحقائق إلى الوصول لحقيقة الولاية ومعرفة الله سبحانه. فانظُرْ لهذا التناسب والتوافق المكتوم، بين الحقائق كونِ النبيّ واسطة العرفان إلى الله تعالى وكونِهِ جدّ الختمِ في النّسبة الإنسانية والعُنصرية الطينية، لذلك كان عنوانُ الفصل والقصيدة : "نكتة الشرف في غرف من فوقها غرف" ، كأنّهُ شرفٌ فوق شرف كالغرف التي فوق بعضها بعض، فالختمُ اصطفاه الله في النِّسبة الطينية من صفوة الخلق وخير البريّة كما اصطفى الله النبيّ من ذريّة آدم عليه السلام، فكأنّ شرفَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تعلّقَ من جهتيه بشرف هذا الختمِ، فظهور الأحمدية والذاتية والولاية الكبرى بظهور نبيّ الأنبياء وصفيّ الأصفياء أحمد زاوجَهُ ووازاهُ هذا الظهور والاصطفاء للختمِ من ذريّته صلى الله عليه وسلّم ومن أمّته والحُكم بشريعته. فاسمُ الرحمن جامع بين الصّفات والذات لذلك صحّ لهُ أن يكون الواسطة لمعرفة الذات أي لمعرفة الله سبحانه، فالنبيّ حازَ الأحمدية بوجهها الكامل كما كان صاحبَ المحمديّة التي هي الوجهة للخلق والصّفات، أي حاز التحقّق بالإسم الأعظم الله، وحاز الذاتية كأتمّ ما تكونُ الأحمدية من جهة الخلقِ لا من جهة الهويّة الغير المدركة وكنه الذات الغيبيّ، فالنبيّ صلى الله عليه وسلم باءٌ وبطونُه ألفٌ، وعلامة هذه الأحمدية الكبرى هي المقام المحمود والوسيلة التي بها كان شفيعاً للخلق في يوم القيامة والشفاعة، فكان باب الولاية والأحمدية والخلافة الكبرى إلى يوم الساعة والقيامة فيظهرُ الخاتمُ الوليّ أحمد ختم الأختام السيّد الصّمد المطهّر عن الأكوان من ذريّته ومن أمّته، فما صحّ ظهورُ هذا الختم إلاّ بوقوع علامات الساعة والقيامة الكبرى فتلك علامة طهارته عن الأكوان والصّفات. وعلامةٌ ودليلٌ أنّ هذا الختم يظهرُ بالبُطون في عالم الظهور، لأنّ ظهوره واقعٌ ومقرونٌ بالساعة والقيامة، فما كان سوى أحمد خالص، عين الحقّ سبحانه وعين الذات في مظهر الإنسان،
قال الشيخ الجيلي قدّس الله سرّه في كتاب الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل: ((.. فمتى ما ظهر الحقّ تعالى في مظهر بذاته كان ذلك المظهر هو خليفة الله في أرضه، وإليه الإشارة في قوله تعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} يعني الصالحين للوراثة الإلهية..)) انتهى.  فلمّا كان هذا الختم حقيقة البطون وصاحب الذات والوليّ المحض وأحمد بالأصالة صاحب الإسم الأعظم "الله" القائم بحقّ حمد الله تعالى الذي أعطى كلّ رتبة حقيقتها ووفّاها مرتبتها لأنّه عينُ الظاهرُ بالخلق، وهذا هو معنى القائم بحقّ حمد الله تعالى، فهو عين التجليّات وعين الصفات المتعيّنة من بطونِها الى الظهور. فصحّ للنبيّ الخاتم صلى الله عليه وسلّم الشرف الأكبر بنسبة هذا الخاتم إليه نسباً وأمَّةً وتبعيَّةً في الحكم بشرعه، قال الله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} الأحزاب: 33. فغاية التطهير هو هذا الختم العليّ المطهَّرُ عن الأكوانِ تحقيقاً بطوناً وظهوراً، فحتّى في ظهوره ما ظهرَ إلاّ بعلامات الساعة ويوم القيامة الكبرى ليدلّ لكلّ ذي لبٍّ ونُهى أنّه المطهَّرُ عن الأكوانِ صاحبُ لواء الأحمدية والولاية وخاتمُ الدّنيا والآخرة وسيّدهما وإمامهما.

قال صلّى الله عليه وسلّم : "أبشِري يافاطمةُ ، المهديُّ مِن ولَدِكِ." (أبونعيم ، وابن عساكر). فجعل بشارتها في كونِ المهديّ منها تشريفاً لها به، وكذلك هنا جاءت صياغة الشيخ الأكبر في البيتِ الأوّل على هذا المنوال تشريف النبيّ وقع بهذا الختم الوليّ، أن يكونَ من نسبه ومن أمّته، فذلك فيه ما فيه من الشرف والفضل والاختصاص العظيم لهذا النبيّ العظيم صلّى الله عليه وسلّم. وإنّما يُعرفُ هذا الفضل والشرف والاختصاص بمعرفة هذا الوليّ الختم على التحقيق كما ذكرنا.

من البيت الرَّفيع وساكنيه ... من الجنس المعظَّم في الوجودِ
وتبيينُ الحقائقِ في ذراها ... وفضلُ الله فيه من الشهودِ


فهذا الختم الوليّ من البيت الرّفيع وساكنيه، ويقصدُ بيت الولاية والرّوح والأحمدية، ومقام الحضرة العليّة، من الجنس المعظّم في الوجود عَوْداً على البيت الرّفيع فهو من أهل الحضرة بل هو الرّوح وصاحب الحضرة، هو الرّوح الأعظم. هو ذرى الحقائق وأعلاها وأسناها، فذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم.

لو أنّ البيت يبقى دون ختمٍ ... لجاءَ اللصُّ يفتكُ بالوليدِ
فحقِّق يا أخي نظراً إلى من ... حمى بيتَ الولاية ِ من بعيدِ
فلولا ما تكوَّنَ من أبينا ... لما أمِرَتْ ملائكة ُ السجودِ


فحقّق أيّها الوليُّ والعارف والمؤمن وانظُرْ من حمى بيت الولاية من بعيدٍ، مع أنّها مرتبةٌ تداولَها وتناوبها الجنسُ الإنسانيّ، وحازوا بها أعظمَ المقامات وظهروا فيها بالألف الذاتيّ، وبمقامِ التّصريف ومقامِ الإنسان الكامل الذي اختصر العالم والوجود فيه، فمن صاحبُ هذا المقام بالأصالة التي ظهرَ به الأنبياء والأولياء الأفراد والأقطاب على مدى الزمن ؟ فلو لا وجودُ صاحبِ هذه المرتبة وختمها لادّعاها من شاء لنفسه أو لاختلف عليها المختلفون، أي هذه المرتبة التصريفية الولائية والأحمدية مرتبة الإسم الأعظم التي تحقَّقُ بها المتحقّقون؟

ولجاءَ اللّصُّ يفتكُ بالوليدِ واللّصُّ هنا هو الدجَّالُ وظهيرهُ إبليس، فلو أنّ المرتبة وقفَتْ على الصّفات فقط بلا صاحبها الذاتيّ، هذا العنقاءُ الأسطوريّ بين العدم والوجود، هذا المقام المكتوم الذي هو فوق العقول وظاهر النّقول لسرقها اللّصُّ : الدجَّالُ الذي هو من جنس الصّفات والخلق، فهذا البيت الرّفيع لهُ ختمُه الذي ملَكَهُ وإليه يعودُ بالذات، الذي لا تُجانسُهُ الصّفات، بل هو محضُ ذاتٍ، لذلك خابَ سعيُ اللّصِّ : الدجّال وظهيره إبليس فسقطا بكيد الخليفة ومكره إذ كانَ ذاتياً فتلوّنََ بالأضدادِ ورجعتْ حقائقهما إليه، فهما من تجليّاتِ ذاته وحقائقِ ظهورِ آثار أسمائه وصفاته، فلا موجودَ غيرهُ، ولا انفصالَ بين ذاتِه وصفاته. فظهرَ صاحبُ هذه المرتبة الختم وصاحبُ الذات الذي ارتفع عن الصّفاتِ والتلوُّناتِ مُطلقاً، أي أنّ الصّفات لا قيامَ لها من دونِه فهي عدمٌ بذاتيته لذلك عادتْ إليه الصِّفاتُ، إذ هو وليٌّ وذاتيٌّ في كلّ تلوُّنٍ وتجلٍّ ومظهرٍ يظهرُ به، فافهم.

ولولا ما تكوّن من أبينا آدم عليه السلام ونفخة الرّوح فيه لما سجدت له ملائكة السّجود، وإنّما سجدت لهذا الرّوح الأعظم المطهّر، للحقّ سبحانه. وكان نائباً بالظهورِ في ذاك الوقتِ آدم عليه السلام.

فذاك الأقدسيُّ إمامُ نفسي ... يُسمَّى وهو حيٌّ بالشهيد
وحيدُ الوقتِ ليس له نظيرٌ ... فريدُ الذاتِ من بيتِ فريدِ
لقدْ أبصرتهُ ختماً كريماً ... بمشهدِه على رغمِ الحَسُودِ
كما أبصرت شمسَ البيتِ منه ... مكانَ الخلقِ من حبلِ الوريد

فذاك الأقدسيّ، الرّوح الأعظم الخليفة الختم إمامُ نفسي وحقيقتُها فهو الحيّ الذي يحيى به كلّ شيءٍ وهو الشهيدُ على كلّ شيءٍ لا يفوتُهُ أمرٌ، فكلّ صغيرة وكبيرة لا تقومُ إلاّ به بحياته وقيّوميّته وبعلمه. فهو الحيّ القيّوم العليم.

وحيدُ الوقتِ ليس له نظيرٌ ... فريدُ الذاتِ من بيتِ فريدِ

وحيدُ الوقتِ والشانِ فريد الذات لا نظير له ولا كفؤ ولا شبيه ولا مثيل ، تعالى الله عمّا يشركون.

كما أبصرتُ شمسَ البيتِ منه ... مكانَ الخلقِ من حبلِ الوريد

لقد أبصرتُهُ ختماً كريماً بمشهده في منزلته وفي عظمته برغم الحسدة والمعترضين على كثرتِهم جهلاً وإنكاراً، وعلى رغمِ أنفِ الحسودِ الذي أبى أن يقبلَ أن يكونَ هذا الختمُ ختماً لهذا المقامِ وصاحباً لهذا الأمر ومليكه. أبصرتُهُ ختماً في صمديّته كما أبصرتُ شمس البيت منه أي الختم في جذبه وكتمه وهو في نشأتِهِ العنصرية والطيّنية، فسمَّاهُ شمس البيتِ، أي قبل أن يخرج وينسلخ عن مظاهر بشريّته وعنصريته وطينيته فهو من أهل البيتِ نسباً، أبصرتُه وهو في جذبه وعنصريته وكتمه مكان الخلق من حبل الوريد، أي تلوّنات المجذوب والمكتوم قبل بيعته وظهوره، كانت معبِّرةً عن الخلق وتلوّناتهم، لذلك وقعَ الإنكارُ على هذا الختم المكتوم المجذوب، لأنّه كان عاكساً لحقائق الخلق وتلوّناتهم فتجلّى بالأضداد، بين علوّ وسُفلٍ، وعلمٍ وجهلٍ ، وجمالٍ وجلالٍ، فاستعصى على الأدعياء والقاصرين أن يعلموا ذلك من هذا الختم المجذوب الذي يتقلَّبُ وهو في مقامِ شمس المغرب وشمسِ البيتِ بحقائق الخلق على اختلافهم كما تلوّن الذاتُ السَّاذجُ وتجلّى بالخلق. فافهم. وهو إشارةٌ إلى قوله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}.سورة ق /16. فلفتَ انتباهِكَ أنّ الحقّ سبحانه أقربُ إليك من حبل الوريد، فإذا عرفتَ نفسك عرفتهُ وزال عنك حجابُ الجهل والظلمة النّفسية، وذلك دليلٌ أنّ الخلقَ تحليّاتِ الحقّ سبحانه، وما في الوجود سواهُ، وأنّه الظاهر والباطن، والأوَّلُ والآخر، فلزمَ أن يكونَ لهذا الظهورِ ختمُهُ الذي جمعَ البطون والظهور. فكان هو صاحب شمس البيتِ في كتمه وعنصريته، وهو الختمُ في ظهوره وحكمه.

لو أنّ النورَ يشرقُ من سناهُ ... على الجسمِ المُغيّبِ في اللُّحُودِ
لأصبح عالماً حيّاً كليماً ... طليقَ الوجهِ يَرْفُلُ في البُرودِ
فمن فهم الإشارة فليَصُنْها ... وإلا سوفَ يلحقُ بالصَّعِيدِ


ثمّ يُضيفُ تبييناً لو أنّ نور هذا الختمِ يُشرِقُ من سناهُ على الجسم الذي تناثر وانحلّ في اللّحود وصارَ أثراً بعد عينٍ، لو يشرقُ عليه نور هذا الختم لأصبح حيّاً عالما كليماً طليق الوجه يرفُلُ في بروده وسعوده بنزولِ الرّوح عليه، على قلبه. فليس نور هذا الختم سوى نور الله سبحانه، مُحيي الموتى مؤيِّدُ العباد.

فمن فهم الإشارة فليَصُنْها ... وإلا سوفَ يلحقُ بالصَّعِيدِ
فمن فهِمَ الإشارة فليَصُنها وإلاّ سوف يلحق بالصّعيد أو يُسلبَ بعد الإفصاحِ عنها، وهي هذا العلمُ بمقامِ هذا الختمِ المُعظّم المكتوم المحسود. وكذا إشارةً إلى نكتةِ الموتِ والحياة. والله أعلم.

يتبع ...