الأربعاء، 4 يونيو 2014

رسالة مختصرة إلى صديق متابع (مرفوعة للفائدة)


 كتبنا هذا الموضوع بتاريخ :
الاثنين، 23 سبتمبر، 2013
ونرفعه اليوم للفائدة والتوجيه النافع المفيد :
____________________________

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا يليقُ بعظمته وجلاله لا نُحصي عليه ثناءً هو كما أثنى على نفسه سبحانه، وصلّى الله على خير خلقه وصفوتهم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه وسلّم كثيرا. أمّا بعد :

فهذه رسالة مختصرة إلى صديق متابع، كتبتُ بعض سطورها كتعليق، ثمّ أردتُ تعميمها هنا للفائدة :

أخي الكريم .. ، هذه المقالات والكتابات هي خصوصيات وكماليات لا ضروريات، أمّا الطريق فهو الطريق الى الله سبحانه من طريق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المهدي مكتوم المقام حتى عند الصوفية لا يعرف مقامه إلّا الاكابر، واذا كان مقامه مكتوم فليس واجبا عليك الإيمانُ بما نكتبه. ولا حتى بالضرورة أن تقتنع به. ومن حقّك أن تنكرهُ إذا لم تقتنع به ولا لوم عليك ولا تثريب، لأنّها حقائق ذوقية وعلمية تقَعُ بعد معرفة الله سبحانه. ولو كانت من المعارف السّلوكية الضرورية لكتب فيها أهلُ الله تعالى، كما كتب العارف بالله ابن عطاء الله السكندري الحكم العطائية، فمثل تلك الحكم العطائية هي خلاصة الطريق وزادُ القوم ومعالم السّلوك، أمّا مقالاتنا فهي خصوصيات وكماليات فقط.
ما خطّهُ - في مثل هذه الحقائق والأسرار الخاصّة بالمهدي - بعضُ الأكابر من الأقدمين إلاّ بإذنٍ من الحضرة العليّة لإظهار المرتبة لصاحبها إذا جاء وقتُه وزمانُه، فيعثُرَ على كنزه فيبلغَ يتِيمَا خلْقِه وحقِّه رُشدَهما ويُسقطاَ الجدار ويستخرجا كنزهما، وحينها يظهرُ العزّ صاحبُ الكنز، أي المهديّ. فهذه المقالات خاصّة جدّاً. لا بأس بقراءتها لفهم بعض المشاهد والأطوار، وزيادة بعض المعارف والتثقيف، ولكنّها ليست مقالات سلوكية ضرورية.

فالله سبحانه تعبّدنا من طريق الشريعة ومحبّة الصالحين وأمرنا أن نتّقيه ونكون مع الصّادقين
قال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة/119)، والصّادقون هنا هم أهل السّند الروحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تحقّقوا بمقام المشاهدة وركن الإحسان فلا يغيبُ عنهم ذكرُ الله سبحانه طرفة عين. لذلك فهم صادقون، يدلّون على الله تعالى ولا يدلّون على غيره.

أخي الكريم طريق الله واضح بسيط مختصر لا يمرّ من باب المعارف النظرية والفلسفات، ولكن يمرّ من باب الشيخ العارف الصادق. واحذر المشايخ الادعياء فَهُم كثير في زماننا، وخصوصا من يدخلون السياسة ويوالون الظلمة وينافسون أهل الدّنيا في دنياهم فهؤلاء قطّاع طرق وليسوا أهل دلالة على الله تعالى، فالمشايخ الصادقون يدلّون القاصد على الله تعالى من أقرب الطرق إليه. فإذا أردت أن تعرف الله سبحانه محبّة في الله سبحانه لا لغرض أو مصلحة أو معارف تناظر بها الناس، فعليك أوّلا أن تصحّح نيتك في طلب الله وحده، ثمّ تلزم الإستغفار الكثير وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتستخير الله سبحانه صادقاً أن يدلّك على من يُعينك في الوصول اليه ، وصولاً فيه الصّفاء والمحبوبية والصدق وزكاة النّفس وطهارة القلب بعيداً عن الأغراض والهوى والحظوظ الدونية وبعيداً عن مقاضاة النّاس ومحاكمتهم، فالمؤمن رحيم متغافل عن النّاس وأخطائهم متسامحٌ
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الرَّاحمُونَ يَرحمُهُم الرَّحمنُ ارْحَموا مَنْ في الأرض يرحمْكُم من في السَّماءِ).

فافهم ما ذكرته لك. واقصد اللبّ والخلاصة، وهي محبّة الله سبحانه. وبارك الله فيك وفي الجميع.


وأسألُ الله أن يُسهّل لك طريقا إليه خالصاً صافياً صادقاً ولجميع الأحباب والأصدقاء والمتابعين ويغفر لنا ذنوبنا ويطهّرنا من عيوبنا ويخلصنا له بالمحبّة والصدق. آمين.

وصلّى الله على خير الخلق وأشرفهم سيّد الأوّلين والآخرين المبعوث رحمة للعالمين مولانا وسيّدنا محمّد النبيّ الأميّ الأمين وعلى آله وصحبه الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلّم تسليما في كلّ لمحة ونفَس بعدد كلّ معلوم لله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

__________________________
رابط الموضوع : http://miskhom.blogspot.com/2013/09/blog-post_23.html