الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

"ال" تعريف الشمس والقمر



كتب يوم : 18/03/2015

الشمس والقمر. بهما تعلّق مثال الحروف الشمسية والحروف القمرية. نسبةً لنطق لام ال التعريف في الكلمات وعدم نطقها بإدغامها.

ولكن هل يتوقّفُ الأمرُ على اللغة والنطق فقط ؟
بل الأمرُ يتجاوزُ إلى مثال الشمس والقمر في الحقائق لمن تأمّل.
فالشمس هي الرّوح والقمر هو القلبُ الذي تنزلُ فيه الرّوح.
فالشمس ذاتية النّور والاشتعال، والقمرُ عاكِسٌ لنورِ الشمس في ليلِ الأرضِ.

فكان حرف الألف وحرف اللام في " أل " .. راجعاً لمعاني الحروف التي جاءت في فواتح السور، ومن معانيهما التي ذكر بعضها العارفون المحققون، أنّ ألف هي ألف الذات واللام هي الأعيان العلمية، لذلك كانت اللام (ل) ألف (أ) تتبعها تعريقة (ن)، والتعريقة كما قال بعض العارفين هي تعريقة الخلق. أي الأعيان العلمية فمردّها الى الذات في الأصلِ، وفي عالم الوحدة الأسمائية تميّز كلّ عينٍ علميّ بتعريقته وتميزّه واختلافه عن غيره. مع أنّهم في المرجع مردّهم إلى الذات لذلك كانت لام العلم (ل) رسمُها بين ألف الذات وتعريقة خلقية. جمعت الخلق فيها.

أمّا وضعُهما في ال الشمس والقمر، فذلك أنّ الشمس كانت رمز الرّوح ورمز الذات، لأنّ الرّوح هي مرآة الذات، فصارت لامُها الشمسية مختفيةً مدغمة فما ينطقُ إلاّ ألِفُها، ذلك أنّ الخلق لا وجود لهم حقيقياً إلاّ اعتباراً، فزالوا في حضرة الروح والذات. وكذلك زال واختفي جميع الكواكب والنّجوم في حضرة الشمس. فتأمّل.
بخلافِ القمر فقد ظهرَ حرف اللّام وتميّز في ال التعريف، لأنّ الخلق بالقمرِ ظهروا في ليل أقدارِهم. واختفوا في نهارِ شمسهم. فالنّهارُ حضرة القدم وما تميّز العلوّ من السّفل، فالكلّ مشرِقٌ راجعٌ لأصله وألِفه. وفي اللّيل ليل الأقدار والحدوث تمايز الخلْقُ. وظهرتِ الكواكب والنّجوم.

فالقمرُ هو حضرة الرّحمانية التي بها رحِمَ الله الخلق فظهروا، وظهرتْ أقدارهم. وهو القلبُ الذي جمع نورَ الروح وعكَسَهُ.
والشمسُ هي حضرة الله تعالى التي رجع فيها كلّ شيءٍ إلى أصلِه فما ثمّ إلاّ الوحدة الذاتية والحضرة الجبروتية. والله أعلم.

ثمّ إنّ لام ال الشمسية أدغمَتْ في الشمس واختفتْ للدّلالة على الاتّصال والذاتية. فكأنّ الخلق لا قيام لهم ولا وجود ما ثمّ إلاّ الألف.
وظهرَت اللامُ واستقلّتْ في القمر للدّلالة على الصفة لا الذاتية. فتميّزَت في القمر ألف الذات عن لام الأعيان العلمية. فتأمّل.